♥ يوسف السباعي ♥

♥أتدرون ما يحملنا على التعلق بالحياة ؟ أتعرفون ماذا يشدنا اليها ويخيفنا من الخروج منها. أنه شيء واحد: هو صلتنا بمن حولنا. هو حبهم لنا , وحبنا لهم ! اننا نكره ان نغادرها لأننا نخشى الم الفرقة ومرارتها   ♥   

Monday, July 23, 2007

((((¯`'•.¸ كلنا هذه المرأة ¸.•'´¯))))


أستيقظت على رنين الهاتف فوجدت صديقتى و صوتها يكاد يكون منهار من الضيق و الألم فعرفت بلحظتها أن هناك أمر ما يضايقها و من معرفتى بها أستوعبت أنه لا بد من مشاحنة مع زوجها ، سألتها بكل هدوء ما الأمر فردت و الكلمات تتزاحم و تنفجر منها عن ضيقها و مللها المعتاد من الحياة اللتى تحولت بينهم من حب و مشاعر رقيقة لروتين يومى و واجبات و مسئوليات ليس أكثر ، ثم انفجرت باكية من أن كل أهتمام زوجها أصبح مسئوليات الأطفال و البيت دون مشاعر و أعتبار لنبض الحب الذى جمع بينهم ، هدأتها ببضع كلمات قليلة و حاولت ان أفهم منها ما ألم بها من ضيق ، و فهمت ان أمس كان عيد زواجهم و أنها كانت تتمنى لو امضوا ليلتهم فى نفس الأوتيل الذى اقاموا به حفلة زفافهم ، الا أن زوجها خشى على الأولاد أن يملوا المبيت مع جدتهم و ظلت تبكى و هى تسرد لى مدى أحباطها من شعور زوجها بعد مضى سنوات من ليلة الزفاف ، ثم فى النهاية سكتت و هدات و قالت لى لعل أنا فى وهم كبير و لعل يكون كلمته صحيحة ، فسألتها اى كلمة تقصدين ، فصمتت و قالت لعلى فعلاً لم استوعب بعد أن الحب قبل الزواج قصة خيالية جميلة ، و بعد الزواج لم أستوعب ان الأمر أختلف و المسئوليات أختلفت ، لعل الأجدى أن أنضج و أفكر بأطفالى أكثر من ذلك ، و صمتت و صمت و لم أعرف بماذا أجيبها ، فضحكت بسخرية و قالت لى سأضطر أن أنهض الآن فأجهز الطعام للأولاد ، و أعذرينى أذا ضايقتك ، فطمئنتها بكلمات قليلة و حاولت أن أتأكد أنها قد هدأت و أن الأمر بسيط و قد تكون مشحونة قليلاً نظراً لمسئوليات الحياة ، و وضعت سماعة الهاتف و شردت كثيراً فى ما قد سردته لى من احداث و أشفقت عليها بشعور الأنثى و مدى الأحباط الذى شعرت به فى تلك الذكرى السعيدة ، أو ربما اصبحت لها ذكرى محبطة لنهاية قصة ساحرة على قول زوجها
ساعتين و رن جرس الباب فتذكرت أنى أنتظر بنت غاية بالطيبة تماثلنى عمراً كثيراً ما تمر على تساعدنى فى أمور المنزل ، و لم أعتبرها يوماً خادمة بل صديقة لى من نوع آخر لما أجده بها من طيبة و أحلام بسيطة لأنثى مليئة بالمشاعر و الطموح و زوجة تكاثرت عليها مسئوليات الحياة و أعباءها فخرجت تساعد زوجها و والد أطفالها ، فنهضت و رحبت بها كالعادة و لكنى وجدتها حزينة و و عيناها حمراوين كأنها بكت الليل بطوله فسألتها عما بها و تحاشت الأجابة فألححت بالسؤال فخشيت أن يكون هناك مكروه أصاب أحد أقاربها أو أطفالها الصغار و هى تتحامل على نفسها بالعمل ، فقالت بصوت حزين أن كل الأمور بخير و لكنها حزينة بعض الشىء و قد تكون مبالغة بالأمر ، و سردت لى أنه أمس كان عيد زواجها و كانت تأمل أن تخرج مع زوجها تتنزه على النيل و لو لبعض الوقت القليل فرفض و أعتبر أنها تتكلم بأمور مراهقين قد كبر كلاً منهم عليها منذ زمان ، فضاق صدرها بالأحباط الذى شعرت به و أحست أنه يسخر منها ، و سألتنى هل حقاً تفكيرها فى أن تتنزه معه و لو لوقت قليل وحدهما يعد مراهقة ؟! أم أنها ليس من حقها أن تفكر فى الأحتفال بذكرى زواجها مثل كثيرات أفضل منها حالاً ؟! و نظرت لى بعيون دامعة و بها أنكسار أوجع قلبى و لم أعرف بما أجيبها !! فصمت للحظات ثم أجبتها
لا تحزنى عزيزتى كلنا هذه المرأة

No comments: