التساهيل في نزع الهلاهيل "" د.زين عبد الهادي""
على الرغم من أن رواية "التساهيل في نزع الهلاهيل" هي الرواية الأولي في مسيرة الأديب والروائي زين عبد الهادي ألا أنها نشرت كرواية ثانية له، وتعد إضافة متميزة لمسيرته الإبداعية، لما لقته من صدى عند طرح الطبعة الثانية منها عن مؤسسة شمس للنشر والأعلام .
والجدير بالذكر أن الرواية صدرت طبعتها الأولى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2005 لتنفذ نسخها العشرة آلاف خلال عامين.
ونحن على مشارف 2009 بعد مرور ثمانية عشر عام على أن وضع زين عبد الهادي قلمه عن "سيد العبد" وعالمه، بطل الرواية وركيزتها الأساسية إلا أنه لا زال "سيد العبد" يثير العديد والكثير من التساؤلات ويلقي الضوء عليها داخل القارئ، وكان انعكاس ذلك واضح في المداخلات التي ألقاها لفيف من المثقفين والكتاب والإعلاميين الذين حضروا ندوة حفل توقيع ومناقشة الرواية بنقابة الصحفيين أمس 29\ 11 \ 2008
وقد أدارت الندوة الروائية "نهى حماد" وناقش الرواية كلا من الناقد الأدبي د.حسام عقل والأديبة والناقدة الأدبية د.سمية رمضان
بدأت الندوة بفقرة غنائية لفرقة الورشة
ثم بدأ الكلمة د. حسام عقل... ليلقي الضوء على افتتاحية الرواية والتي بدأت بسؤال يجري على لسان سيد العبد :هل طق عرق في نافوخي فجأة؛ فحوله لملايين الشظايا الضوئية المتناثرة،تدعوني للشتات والخروج بين يوم وليلة؟.
ليثير بداخلنا المزيد والكثير من الأسئلة دون أن يورط نفسه بإجاباتها، ولكن ليضع سيد العبد إجابة لسؤال البداية في الأسطر الأخيرة من آخر صفحات الرواية: "أدركتُ أن بإمكاني استعادة الكثير مما فقدت روحي، وأن الشظايا الضوئية التي انفجرت يمكن أن تتحد مرة أخرى لتصنع لي أحلاماً جديدة.
لتتمايز الرواية بنهايتها عن العديد من الروايات المصرية والإسرائيلية المستغرقة في اليوتوبيا السوداء.
مشيرا د. حسام عقل... إلى أن لغة الروائي زين عبد الهادي ـ كما يفضل أن يطلق عليه دون لقبه الأكاديمي ـ لا تعتمد على كلاشيهات أدبية محفوظة.
مشيدا كذلك بثراء شخصيات الرواية وكيف تم نحتها بلغة روائية عالية، مبتعدا عن دبلوماسية تنتاب الكثير من الروائيين تصيبهم بحيادية حيال رسم الشخصية العربية وهو ما يحسب لقلمه، بيد أنه تمنى لو كان قلم "زين عبد الهادي" نحت شخصية "جاكي" الفلبينية بطريقته الروائية أكثر.
أعقبت كلمته الناقدة الأدبية والروائية د.سمية رمضان أستاذ الأدب بالمعهد العالي للنقد الفني، بداية بأن الرواية نجحت في إيجاد العديد من الأسئلة داخلنا وهو ما يحسب لقلم زين عبد الهادي وسط عديد من الروايات المطروحة اهتمامها الأكبر على حرفية اللغة والصنعة الفنية لتتركنا دون أي بصمة خاصة تذكر حين الانتهاء منها، وكانت د.سمية رمضان قد أثارت انتباه الحضور في بداية كلمتها، بارتدائها شعار "مواطن عالمي" والذي يعلو العلم المصري في لفتة منها بان الهوية الخاصة و الهوية العالمية لا تجب إحداهما الأخرى.
لتطرح نهاية على د. زين عبد الهادي تساؤل حول لماذا يشعر سيد العبد بهذه الدونية لإنسانيته؟ وهل المواطن المصري يشعر بذلك؟..
ليشارك بعدها العديد من الحضور في طرح الأسئلة على د.زين... وتنتهي الاحتفالية الخاصة بأصدار الطبعة الثانية من رواية " التساهيل في نزع الهلاهيل".
ولأخرج من الندوة وبداخلي العديد من التساؤلات التي تعجبت لها...
*
أيجوز للبعض انتقاد أي نص روائي من خلال تصفح بضعة وريقات سريعة!!... هذا ما أثار دهشتي حقاً ليتركني أظن بأنه البعض يعجبه لفت الانتباه عن طريق النقد، لا نقد متخصص أو نقد من قارئ تذوق النص وتعايش مع شخصيات الرواية وأحداثها حتى أثارت بداخله تساؤلات ذات أهمية ما، وأراد من طرحها أن ينال فهما أوضح من كاتب الرواية. لكنه نقد من أراد الظهور!!.
*
ثم أعود متسائلة بحيرة شديدة كيف ربط البعض بين شخصيات "التساهيل في نزع الهلاهيل" والتي وضع عنها كاتبها القلم منذ ثمانية عشر سنة، ليسأله البعض بجدية شديدة عن إذا ما كانت شخصيات الرواية هي امتداد لشخصيات من رواية "دماء أبوللو" ـ وليس العكس ـ والتي صدرت عن "دار ميريت" ببدايات العام الحالي 2008 وستصدر الطبعة الثانية منها ب ديسمبر الحالي!!.
*
ثم أعود وأتعجب لماذا حمل البعض الكاتب ضرورة الرد على تساؤلات أثارت نفسها على لسان "سيد العبد"... وما أظن أن تلك الثقوب التي أخترقها سيد العبد بأدمغتنا إلا بداية ليجمع كلاً منا شظاياه الخاصة كما أدرك هو بأسطر الرواية الأخيرة. واسألني هل دور الروائي وضع إجابات أم يحسب له ألقاء ومضات من أسئلة تظل تبحث عن إجابة حتى بعد أن نغلق دفتي روايته؟.
*
مما أثار الاستياء حقا مقاطعة بعض الحضور للندوة أثناء إلقاء د. سمية لكلمتها، ودون طلب إذن لإفساح مجال الحديث!! وتجاهل لوجود الروائية "نهى حماد " التي تدير الندوة... لأتساءل هل سلوكياتنا تحتاج لبعض التنظيم وأن نجمع شظاياها كما فعل سيد العبد؟.
جروب رواية "" التساهيل في نزع الهلاهيل ""